إن كنت أعُتبر من الفئة التي حالفها الحظ بتشجيع وحب النادي الأهلي فأنني من الجيل الذي لم يحالفه الحظ في معايشة صالح سليم لفترة أطول، لم يحالفني الحظ للأستمتاع بهذة الشخصية الفلاذية الأهلاوية حتي النخاع والتي ساهمت في إعلاء مكانة وقيمة الكيان .
رحل عنا المايسترو ونحن في سن مبكر ولكن بقيت كلماته ومواقفه بيننا حتي يومنا هذا يتغني بها كل أهلاوي ومحب لكرة القدم
"النادي الأهلي ملك لمن صنعوه ومن صنعوه هم مشجعوه" هكذا وصف الأب الروحي النادي الأهلي وبهذة الكلمات أعطي صالح سليم الفخر والثقة لجمهور الأهلي ليثبت أنهم أحد أهم العناصر التي ساهمت في تحقيق إنجازات الأهلي
58 عاماً شاهدة علي إخلاص المايسترو وعشقه للكيان منذ أن وطئت قدماه الأهلي وهو في سن 14 حتي وفاته المنية في سن 72 عام حقق خلالها 59 بطولة متنوعه ما بين المحلية والقارية منذ بدايته كلاعب او إداري او رئيس نادي
"أتنازل عن حقوقي ولا أفرط في حق الأهلي " فقد كان دائمأ الدرع الحامي لحقوق النادي الأهلي والدفاع عن قيمه ومبادئه
كنت أشعر بقيمة هذا الرجل عندما أري لمعة الفخر في عين والدي وهو يروي لي قصصه ومواقفه وقراره التاريخي بإيقاف 16 لاعباً من الفريق الأول عام 1985 و قرر خوض نهائي كأس مصر أمام الزمالك بالناشئين وفوز الأهلي 3/2 ليصف والدي صالح سليم بأنه "الساحر" الذي منح ناشئين الأهلي القوة من خلال قراره للأنتصار علي "عتولة" الزمالك أنذاك
"المبادئ لا ينبغي أن تدوسها الأقدام والأخلقيات لا يجب أن تسقط من أجل لاعب أو نتيجة مبارة " لم تكن هذة مجرد كلمات يتشدق بها فقط بل ظهرت مدي قوة شخصيته وصرامته في تطبيق مبادئه وافكاره حين قرر إيقاف "حسام حسن" نجم الأهلي في التسعينات لمدة ست شهور بسبب إلقائه تيشرت الفريق، ثم رفضه التجديد للتؤام بسبب رفضهم التجديد ومقولته الشهيرة حين هرب إبراهيم سعيد إلي بلجيكا "أن اللاعب بدون أخلاق جيدة لن يستمر في الملاعب طويلاً" والتي تبين انه كان صاحب رؤية ايضاً
مواقف وقرارات يذكرها التاريخ لتؤكد إنه المواقف هي من تصنع الرموز وليس الاعلام ولا الجماهير كما يدعي البعض بأن جمهور الاهلي هو من يصنع الرموز ويمجدها
ختاماً يجب أن نحكي لأبنائنا وأحفادنا عن "صالحنا السليم" أسطورة الأهلي ليدركوا أن المبادئ والقيم أهم من المنافسات والبطولات